الخميس، 7 يونيو 2018

ما وراء الأبواب المغلقة

Related image
أدلي بحجابي على صدري لأداريه، وألبس التنورة الواسعة كي أحجب أفخاذي ومؤخرتي رغم نحافتهما
يرمقني أبي بنظرته المتفحصة قبل خروجي من المنزل فيرمي واحداً من تعليقاته المعتادة
"البلوزة دي مكسمة على وسطك" أو "البنطلون دة مبين حجم رجلك"
ابتسم وأغير من ملابسي حتى أرضيه
ثم انسحب إلى سيارتي فأخرج إصبع أحمر الشفاه من حقيبتي فأرسم به شفتاي 
والمسكارا والكحل أسحبهما فأحدد عيناي بسواد لا يضاهي السواد الذي توغل في قلبي من أثر إخفائي لحقيقتي وتظاهري
وأسلخ التنورة حمقاء المنظر من على جسدي النحيل لأكشف عن سروال أكثر أناقة وأكثر تجسيداً لمعالم جسمي
 وابتسم منتصرة
أناقشهم جميعاً في أمور الدين بحماس وأومئ برأسي خلف كلامهم
وأتظاهر بالصيام والصلاة
ثم أستأذنهم لأذهب وأفطر مع "صديقتي" وما إن إصل حتى أغرق حبيبي بقبلاتي وأحضاني
لكن لا يهم أحد هذا
فأنا ظاهرياً ابنة بارة وفتاة ملتزمة
وهذا كل ما يهم الجميع 
لا يهم إن كنت أمثل طوال الوقت، ولا إن كانت نفسي الحقيقية مدفونة
ولا يهم إن كنت ألهث من ظمئي للحرية والحياة
ولا يهم ما أفعله في السر
طالما حافظت على هذا الواجهة العفيفة
سجن كبير اسمه "التدين"، فرض علي منذ ولدت بحجة مصلحتي
وكأنني لا أملك عقلاً خاصاً بي أو حياة أقرر مسارها بنفسي
لكني سئمت وكرهت الحياة خلف القضبان 
كرهت اختلاس لحظات قليلة أذوق فيها الحياة خلف الأبواب المغلقة
وأطمع في استرداد ما سلب مني
حريتي
وإرادتي
ومتعتي
وحياتي
أريد أن أتفنن في وضع المكياج قبل خروجي 
وأختار الملابس التي أريد لنفسي
وأرافق حبيبي أينما شئت
وأقبله تحت المطر وأمام الناس
أريد أن أنسج ذكريات فلا يراقبني أحد أو ينظر إلي شزراً وأنا أنسجها
أريد أن أخرج من المنزل وقتما أريد بدون أن أحسب ألف حساب لكل من حولي
وأريد أن أسافر وأدرس وأرى العالم
ويوماً ما ..حتماً ..سأكسر تلك الأبواب المغلقة وأري العالم حقيقتي
سأفلت من هذا القفص الذي لطالما حاوطني.. وأفرد جناحي محلقة
..فأحيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الخميس، 7 يونيو 2018

ما وراء الأبواب المغلقة

Related image
أدلي بحجابي على صدري لأداريه، وألبس التنورة الواسعة كي أحجب أفخاذي ومؤخرتي رغم نحافتهما
يرمقني أبي بنظرته المتفحصة قبل خروجي من المنزل فيرمي واحداً من تعليقاته المعتادة
"البلوزة دي مكسمة على وسطك" أو "البنطلون دة مبين حجم رجلك"
ابتسم وأغير من ملابسي حتى أرضيه
ثم انسحب إلى سيارتي فأخرج إصبع أحمر الشفاه من حقيبتي فأرسم به شفتاي 
والمسكارا والكحل أسحبهما فأحدد عيناي بسواد لا يضاهي السواد الذي توغل في قلبي من أثر إخفائي لحقيقتي وتظاهري
وأسلخ التنورة حمقاء المنظر من على جسدي النحيل لأكشف عن سروال أكثر أناقة وأكثر تجسيداً لمعالم جسمي
 وابتسم منتصرة
أناقشهم جميعاً في أمور الدين بحماس وأومئ برأسي خلف كلامهم
وأتظاهر بالصيام والصلاة
ثم أستأذنهم لأذهب وأفطر مع "صديقتي" وما إن إصل حتى أغرق حبيبي بقبلاتي وأحضاني
لكن لا يهم أحد هذا
فأنا ظاهرياً ابنة بارة وفتاة ملتزمة
وهذا كل ما يهم الجميع 
لا يهم إن كنت أمثل طوال الوقت، ولا إن كانت نفسي الحقيقية مدفونة
ولا يهم إن كنت ألهث من ظمئي للحرية والحياة
ولا يهم ما أفعله في السر
طالما حافظت على هذا الواجهة العفيفة
سجن كبير اسمه "التدين"، فرض علي منذ ولدت بحجة مصلحتي
وكأنني لا أملك عقلاً خاصاً بي أو حياة أقرر مسارها بنفسي
لكني سئمت وكرهت الحياة خلف القضبان 
كرهت اختلاس لحظات قليلة أذوق فيها الحياة خلف الأبواب المغلقة
وأطمع في استرداد ما سلب مني
حريتي
وإرادتي
ومتعتي
وحياتي
أريد أن أتفنن في وضع المكياج قبل خروجي 
وأختار الملابس التي أريد لنفسي
وأرافق حبيبي أينما شئت
وأقبله تحت المطر وأمام الناس
أريد أن أنسج ذكريات فلا يراقبني أحد أو ينظر إلي شزراً وأنا أنسجها
أريد أن أخرج من المنزل وقتما أريد بدون أن أحسب ألف حساب لكل من حولي
وأريد أن أسافر وأدرس وأرى العالم
ويوماً ما ..حتماً ..سأكسر تلك الأبواب المغلقة وأري العالم حقيقتي
سأفلت من هذا القفص الذي لطالما حاوطني.. وأفرد جناحي محلقة
..فأحيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق